الى معرفة الله وهي ـ بدورها ـ تهدي الى وعي حقيقة الحياة ، اما حين نفصل معرفة الله عن معرفة الأشياء فانها تظل ألغازا حائرة.
فاذا نظرنا الى حاجة الجسم الى قدر من المواد ، ثم وجدناها جاهزة في دهن الزيتون ، اولا يهدينا ذلك الى ان هناك مدبرا لهذا الكون.
الا ان جهل البشر وتكبّره ورجعيته تحجبه عن معرفة الخالق ، كمثل قوم نوح إذ دعاهم رسولهم الى عبادة الله وحده ، فحجبهم عن عبادته ومعرفته ، التكبر. حيث قالوا : «ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ ، يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ» ، كما حجبهم التقليد فقالوا : «ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ» ، ثم اتهموه فقالوا : «إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ» ، ولكنه توكل على ربه ، وطلب منه النصر على تكذيبهم إيّاه.
بينات من الآيات :
[١٢] إذا عرف الإنسان ربه حينئذ يكون اتصاله به أسمى من ذلك الذي يؤمن خوفا من النار أو رغبة في الجنة ، فالإيمان الحق انما هو الذي يكون منطلقة المعرفة و القناعة كايمان علي (ع) والذي كان يقول عنه :
«الهي ما عبدتك حين عبدتك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنتك ، وانما وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك»
والسبيل الى المعرفة بالله هو :
١ ـ التفكر في النفس :
ومن هذا المنطلق يعرّف الله الإنسان حقيقته :
«و من عرف نفسه فقد عرف ربه»