المطر الذي ينزل من السماء يكون بقدر حاجة الأرض حالا ومستقبلا ، فلو ان البحار تبخرت جميعا ، وتحولت الى سحاب ، ثم الى مطر لحدثت الفيضانات وأهلكت الزرع والضرع ، كما فعل طوفان نوح (ع) ، وعلى العكس من ذلك لو صارت الأمطار شحيحة ، ولا تكفي الناس لماتوا عطشا ، ولكن الذي خلق حاجات الإنسان خلق الى جانبها أشياء بقدرها ، فأودع في الأرض مخازن تحفظ مياه الشتاء للصيف.
والذي شاهد المخازن تحت الجبال (كمغارة جعيتا في لبنان) يعرف كيف ان الله جعل في رحم هذه الجبال مخازن ، تستقبل مطر الشتاء ، ليتفجر نهرا طوال الصيف.
ولكن هل تعني هذه الحقيقة العلمية ان المطر بعيد عن ارادة الله؟ كلا ..
وَإِنَّا عَلى ذَهابٍ بِهِ لَقادِرُونَ
وكمثال على ذهاب الله بالامطار ، ما يقوله الخبراء عن الصحراء الكبرى في افريقيا ، من انها كانت في يوم ما مزروعة ومعمورة ، بسبب هطول الأمطار عليها ، اما الآن فنادرا ما تتلبد سماؤها بالغيوم ، ويداعب المطر حبات الرمال فيها.
[١٩] بعد ان ذكر الله بان المطر تحت إرادته ، ينزله ، ويذهب به متى يشاء ، عاد السياق يوضح بعض منافع الماء والتي من أهمها وأكبرها أثره في الزراعة ، وذلك حتى لا يصاب الإنسان بالغرور ، فيتكبر عن الحمد حين يرى الخيرات.
فَأَنْشَأْنا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنابٍ لَكُمْ فِيها فَواكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْها تَأْكُلُونَ
فبالاضافة الى الأكل الذي يحصل عليه الإنسان من الجنات والبساتين ، هناك