بالطوع. فسنقبلها تكوينيا بالإكراه ، ولنا في الماضين عبرة.
ان ولاية نوح لم تكن ذاتية ، وانما كانت بأمر الله وقدرته ، ولذلك دعا ربه ان ينزله منزلا مباركا. فيه الخير والامان.
وتكررت قصة قوم نوح مع آخرين بعدهم ، إذ لم يتعظوا بمن قبلهم ـ وهذه سنة الهية عامة ـ فقد اهلكهم الله لأنهم كذبوا بالرسول ، واستكبروا على الرسالة ، والأسباب هي :
١ ـ انهم كانوا ينظرون للرسول نظرة مادية. حيث أرادوه صاحب مال ومنصب ، أما ان يكون مثلهم ، فقد زعموا انهم سوف يخسرون لو أطاعوه ، وغاب عنهم ان القيمة الحقيقية للإنسان هي بما يملك من قيم وسلوك صالح ، وبالتالي اذن الله.
٢ ـ كانت تلك عقبة الاستكبار ، والعقبة الثانية في طريق الايمان بالرسالات : الريب في البعث ، فقالوا : انه يعدكم بالنشور بعد ان تموتوا ، وتصبحوا ترابا ، وعظاما. انه وعد بعيد ، ثم قالوا : بل هو وعد كاذب ، وانما هي الحياة الدنيا نموت ونحيا فيها.
وتمادوا في غيهم ، فكذبوه ، وقالوا : انه مفتر على الله ، وعقدوا العزم على عدم الايمان به أبدا.
لقد كان التكذيب عظيما على قلب نوح (ع) ذلك العبد الصالح ، الذي غمرت معرفة الرب أرجاء قلبه الخاشع ، ولم يجد لنفسه من نفسه قوة ، فدعا ربه قائلا : «رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ».
بينات من الآيات :
[٢٣] في آيات آنفة رأينا نعم الله على البشر ، ولكن لماذا نجد الإنسان بالرغم