من تجلى الله له في كل شيء ، يكفر به ، ويجعل بينه وبين معرفته حجبا زائفة ، معرضا عن آياته تعالى.
وَلَقَدْ أَرْسَلْنا نُوحاً إِلى قَوْمِهِ فَقالَ يا قَوْمِ اعْبُدُوا اللهَ ما لَكُمْ مِنْ إِلهٍ غَيْرُهُ أَفَلا تَتَّقُونَ
ان خضوع الإنسان لقوى اخرى هو الذي يبعده عن معرفة الله ، والطاعة له ، والآية تبيّن مشكلة قوم نوح انهم كانوا يخضعون لقوى أخرى ، وتتعرض الآية التالية الى اثنتين منها :
[٢٤] الاولى : تقديس الذات الذي يقودهم الى التكبر على الحق.
فَقالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ ما هذا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْ يَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ وَلَوْ شاءَ اللهُ لَأَنْزَلَ مَلائِكَةً
ولو كان الإنسان يجعل الحق هو المقياس لا ذاته ، لما همه لمن يخضع ما دام يمثل الحق رسالة وسلوكا.
الثانية : تقليد الاباء.
ما سَمِعْنا بِهذا فِي آبائِنَا الْأَوَّلِينَ
[٢٥] وهذان السببان هما اللذان حملاهم على اتهام نبي الله نوح (ع) بالجنون.
إِنْ هُوَ إِلَّا رَجُلٌ بِهِ جِنَّةٌ فَتَرَبَّصُوا بِهِ حَتَّى حِينٍ
ان المعرفة قريبة من الإنسان ، وميسّرة له ، ولكنه قد يبتلي بالكبر أو التقليد الأعمى ، فيكون ابعد ما يكون عن الايمان والمعرفة ، وحتى نخلق الايمان في نفوسنا يلزم ان ننبذ الكبر ، وان نغير طائفة من عاداتنا وتقاليدنا السلبية التي درج عليها