الأولون ، بل وحتى بعض العادات الجيدة قد لا يكون الأنسب توارثها تباعا لاختلاف الظروف بل الأنسب تطويرها أو تقديم غيرها عليها.
وبقي شيء لا بد من ذكره من خلال قصة نوح وقومه هو : انهم حينما أرادوا انكار القيادة الالهية العادلة أنكروا الله من الأصل ، ولكي يكتمل الايمان لا بد من الالتزام بقيادة الهية ، ولذلك قال رسول الله (ص) :
«من مات ولم يعرف امام زمانه ، فقد مات ميتة جاهلية»
و صدق الامام علي (ع) إذ قال :
«هلك من لم يكن له حكيم يرشده»
والذين ينكرون القيادة الالهية منحرفون ، وعليهم ان يشككوا في ايمانهم ، لأنهم لو كانوا مؤمنين حقا لخضعوا لمن وضعه الله عليهم ، ولبرمجوا حياتهم حسب ما أمر الله ، لا حسب الالتزام بالماضي ، فالاصالة جيدة ولكن ليس على حساب الإبداع في حدود موضوعيّة حقة.
[٢٦] قالَ رَبِّ انْصُرْنِي بِما كَذَّبُونِ
ان اطمئنان الرسول بحتمية نصره ، وتأييده من قبل الله هو الذي يدفعه نحو هذا الدعاء ، وان دل هذا على شيء فانما يدل على الايمان المطلق بالله لدى الرسل والأنبياء والأولياء.
[٢٧] حينما أحس نوح من قومه الكفر والجحود ، طلب من الله النصر ليتبيّن لهم انه بالفعل يمثل الولاية الالهية ، فجاءه النصر ، وهذا يدل على انه كلما ازدادت الضغوط على الرسالي وهو يؤدي مسئوليته في الإصلاح كلما قرب النصر ، ونصر الله قريب ممن لم تنصره العوامل الذاتية ، والمادية شرط ان يبذل قصارى جهده.