وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ حَمْلَها وَتَرَى النَّاسَ سُكارى وَما هُمْ بِسُكارى وَلكِنَّ عَذابَ اللهِ شَدِيدٌ
ان الحامل تجهض ويسقط جنينها ، والمرأة لا تجهض الا إذا كانت تمر بهول عظيم ، وترى كل إنسان كالسكران ، لا يستطيع ان يستوعب ما يجري حوله ، قد شغلته نفسه عن الآخرين ، واسكره العذاب حتى صار فاقدا لقدراته الفكرية.
ان تصور هذه الأهوال المروعة كفيل بايقاظ القلب الغافل. وهكذا كان السلف الصالح فقد جاء في قصة نزول هاتين الآيتين من سورة الحج ما يلي :
نزلت الآيات من أول السورة ليلا في غزاة بني المصطلق وهم حيّ من خزاعة ، والناس يسيرون ، فنادى رسول الله (ص) فحثوا المطى حتى كانوا حول رسول الله (ص) فقرأها عليهم فلم ير أكثر باكيا من تلك الليلة ، فلما أصبحوا لم يحطوا السرج عن الدواب ولم يضربوا الخيام والناس بين باك أو جالس حزين متفكر ، فقال لهم رسول الله (ص) : أتدرون اي يوم ذاك؟ قالوا : الله ورسوله اعلم ، قال : ذلك يوم يقول الله لآدم : ابعث بعث النار من ولدك ، فيقول آدم : من كم كم؟ فيقول عز وجل : من كل الف ، تسعمائة وتسعة وتسعين الى النار وواحدا الى الجنة ، فكبر ذلك على المسلمين وبكوا فقالوا : فمن ينجونا يا رسول الله؟ فقال (ص) : أبشروا فان معكم خليقتين : يأجوج ومأجوج ما كانتا في شيء الا كثرتاه ، ما أنتم في الناس الا كشعرة بيضاء في الثور الأسود ، أو كرقم في ذراع البكر ، أو كشامة في جنب البعير ، ثم قال : اني لأرجو ان تكونوا ربع أهل الجنة فكبروا ، ثم قال : اني لأرجو ان تكونوا ثلث أهل الجنة ثم قال : اني لأرجو ان تكونوا ثلثي أهل الجنة فان أهل الجنة مائة وعشرون صفا ثمانون منها أمتي ، ثم قال : ويدخل من أمتي سبعون ألفا الجنة بغير حساب.