باء / الاستجابة للحق ، فلو كانوا على خطأ سرعان ما يتذكرون ويعودون عنه ، لأنهم يجعلون الحق ـ وليس ذواتهم ـ محور حياتهم ، لأنهم يعرفون خشوع الايمان ، والتسليم للحق في الدنيا خير من خشوع الذل في نار جهنم.
[٥٨] وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ
فهم منفتحون على الحقائق التي يجدونها في آيات الله ، ولا يمنعون أنفسهم خيرات الحق بالعصبيات والتقاليد والتحزب ، بل يبحثون عن الحق انّى كان ، حتى لو خالف مصالحهم أو تقاليدهم أو عزة أنفسهم.
[٥٩] وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لا يُشْرِكُونَ
جيم / وتوحيدهم لله يتجلى في سائر جوانب الحياة ، السياسية والاجتماعية و .. و .. ، فاذا اختاروا قيادة فانما يختارونها بدافع ايمانهم لا بعامل الهوى ، فليس لان فلان من بلده ، أو حزبه ، أو طائفته فاذن هو قائده ، كلا .. انما المقياس الوحيد عندهم هو ما يقوله الله وما يرتضيه.
خوف التقصير :
[٦٠] وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلى رَبِّهِمْ راجِعُونَ
دال / وبينما المنافقون يفرحون بقليل ما يصدر عنهم ، تجد هؤلاء في حالة عطاء دائم مصحوب بوجل ، وخوف من التقصير ، لان المسألة لو كانت متوقفة على رضى الناس عنهم لنالوه بعطائهم الظاهر ، ولكنهم يبحثون عن رضى الله ، الذي لا ينال الا بالإخلاص ، وانّى لهم اليقين بقبول الله لأعمالهم وهو القائل عز وجل :
«إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ».