ويدفعهم خوف التقصير الى المزيد من العطاء ، ذلك ان الشعور بالكمال يمنع مسيرة التقدم ، والاستمرار في العطاء ، و حينما يسأل رجل الامام الصادق عن سبب خوف هؤلاء ، ووجلهم يجيبه «انهم يخشون ان لا تقبل حسناتهم ، وان لا تغفر سيئاتهم» وما أكثر الثغرات في الحسنات التي نعملها ، وقد يكون بعضها سبب في عدم قبولها.
فنحن لا نستطيع ان نتأكد من أننا قد فزنا. اذن دعنا لا نقف عند حدّ في عطائنا وإنفاقنا ، ولا نفرح ، لان الفرح من جنود الشيطان.
[٦١] ان خوف هؤلاء من التقصير يدفعهم نحو العمل ، بل المبادرة اليه.
هاء / أُولئِكَ يُسارِعُونَ فِي الْخَيْراتِ
التسابق بين هؤلاء ليس في الشهرة ، بل في عمل الخير ، وهذه صفة نقيضة لما يعيشه التجمع المنافق ، فبينما يلهي أولئك التكاثر في الأموال والأولاد ، ترى هؤلاء يتسابقون الى الخيرات.
وَهُمْ لَها سابِقُونَ
وهذه الآية تحتمل معنيين :
الاول : ان أنفسهم مجبولة على الخير ، والعطاء ، والعمل ، وهذه الصّفات ليست وليدة ظرف معين ، بل وليدة صفة راسخة في النفس ، فمع أنهم يتصدقون الآن مثلا ، ولكن أنفسهم قبل هذه الصدقة كانت تحمل هذا المعنى الخيّر (مساعدة الضعيف).
الثاني : المبادرة فهم دائما يسبقون غيرهم للخير ، إذ يكتشفون مجالات ووسائل جديدة للعمل الرسالي ، وهذا ناتج عن الهمّ الذي يحملونه لتطوير مسيرتهم