اليه ، ولا يتدبرون في القول الذي يحتويه ولماذا يكره الحق أكثرهم؟ لأنهم يعيشون في غمرة منه تحيط بهم شهواتهم ، وهذا هو الفرق بين المؤمنين والكافرين.
[٧١] وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْواءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَ
ليس فقط من الناحية الغيبية الإلهية فقط ، بل من الناحية الواقعية أيضا لأن الحق الذي تنزّل به القرآن تعبير عن حقائق الإنسان والحياة ، فالعدل يقيم الحياة ، بينما الظلم يؤدي بها إلى الدمار ، والصدق يعود على الناس بالنفع بينما الكذب يعود عليهم بالضرر ، وهكذا سائر القيم السلبية والإيجابية.
بَلْ أَتَيْناهُمْ بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَنْ ذِكْرِهِمْ مُعْرِضُونَ
البعض يفسر هذه الآية بان : القرآن جاء شرفا للناس ، ولكنهم معرضون عن شرفهم ، وهذا صحيح ، اما التفسير الآخر ـ حسبما ارى انه أقرب ـ فهو ان القرآن جاء مذكرا لهم بما نسوه ، وغفلوا عنه ، ولكي ينورهم فلما ذا يعرضون عنه؟!
وهذا التفسير تأكيد للفكرة السابقة وهي : ان الله الذي يرسل رسالة على يد رسول ، أودع رسالة اخرى في قلب الإنسان ، وانطباق هاتين الرسالتين دليل على صدق الرسول.