حجّة لأولئك الذين يتنصلون عن تطبيقه أو يتكبرون عليه ، ويفرغونه من معانيه.
أَمْ جاءَهُمْ ما لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الْأَوَّلِينَ
ان البشر يقدّر ـ عادة ـ السلف الصالح ، وتزخر ذاكرته بقصص الأتقياء والمصلحين وفي طليعتهم الرسل ولكنه ـ في ذات الوقت ـ يكفر بالرسول الذي يأتيه بآيات الله ، ويتساءل عن صحة رسالته ، وانما هي تكميل للرسالات السابقة.
[٦٩] أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ
كلا .. فالناس كانوا يعرفون رسول الله بصدقه وأمانته وأخلاقه ، والرسالة التي جاءهم بها هي عينها التي تدعوا إليها عقولهم ، والله الذي يبعث بقرآن من السماء قد انشأ عقلا في داخل الإنسان يصدّقه ، فيعرف الإنسان أن الذي جاء به هو الحق ، وهكذا يستطيع كلّ إنسان بشيء من التعقل ان يهتدي الى رسول الله ، وان الذي ينصحه هل هو رسول الله أم داعي الشيطان؟ ولكن بشرط أن يخرج من سجن الشهوات التي تغمره ، وعند ذلك فقط سوف يرى الحقائق بوضوح.
[٧٠] أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ
وهل هذا قول مجنون ، وفيه من ينابيع الحكمة ، وخزائن المعرفة ، وبرامج الحياة ، ما يعجز عن اكتناهه أولو الألباب؟!
وهل المجنون يفعل ما قام به الرسول من تنظيم الحياة الناس ، ثم قيادة المجتمع على أفضل وجه؟!
بَلْ جاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كارِهُونَ
كلا .. انهم يكرهون الحق ولذلك يجادلون فيه ، وينكرون الرسول الداعي