مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ
اي بالقرآن.
سامِراً تَهْجُرُونَ
ان تكبر الإنسان على القرآن شيء ، وتكبره بالقرآن شيء آخر ـ وهو أعظم ـ حيث تتحول هذه الرسالة الإلهية العظيمة إلى أداة للاستكبار ، وهذا نقيض أهداف القرآن في تحرير الإنسان من عبودية الجبت والطاغوت ، وقد فسر بعضهم كلمة «به» هنا بالكعبة ، حيث ان المشركين اتخذوها وسيلة استكبارهم في الأرض ، بينما فسره البعض بالقرآن الذي تشير اليه كلمة «آيات» وتدل عليه كلمة «القول» في هذا السياق.
وكانوا إذا جن عليهم الليل واختلط ظلامه بنور القمر الهادئ ، وهيئت لهم ظروف السمر ، تحلقوا حول الكعبة ، وأخذوا يتداولون كلاما هجرا ، كأنه هذيان المرضي ، لا يقصدون به معنى حقيقيّا.
ذلك الكلام الفارغ الذي كان يكشف عن مدى غفلتهم وخوضهم في غمرات ـ اللهو ، والهوى ، واللاهدفية ـ أرداهم الى هذا الحضيض السافل من العذاب ، الذي لا خلاص لهم منه. تدبروا في حالتي ـ الجأر والهجر ..
[٦٨] أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ
في مقابل هؤلاء نرى المؤمنين الذين يتدبرون القرآن ، والتدبر من كلمة الدبر ، أي النهاية فمن القرآن يبدأ المؤمن فيسير بعقله ، وعلى ضوء الآية ، الى الحقائق ، فيرى ماذا تريد الآية وأين هو واقعها الخارجي ، وتطبيقها الحي.
إن القرآن لم يكن بدعة ، فهو امتداد لرسالات الله لبني البشر. عبر الزّمان ولا