وهي أهم من السمع والأبصار ، لأنه لو عطب عن العمل فلن ينفعا أبدا ، إلا أننا قلّما نشكر الله على هذه النعم.
قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ
[٧٩] وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الْأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ
ذرأ بمعنى : خلق وأظهر ، ولعل كلمة «في الأرض» للدلالة على أن التراب كان أصل خلقة البشر ، وأن اليه يعود ، ومنه ينتشر ، ويحشر تارة أخرى.
[٨٠] وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ
ان العالم مع ما فيه من تقدم تكنلوجي ، عاجز بأسره ان يضيف إلى الإنسان لحظة واحدة من الحياة ، لأن هذا الأمر بيد الله وحده ، وهو الذي يميت أيضا ، وليس الإنسان وحده الذي يخضع لإرادة الله ، بل لا تجد ظاهرة في هذا الكون إلا وهي تنتهي اليه.
وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ
فالليل والنهار يتعاقبان ، ليس فقط في التناوب الزمني ، وانما أيضا في القصر والطول ، ومن أوتي البصيرة ، ونظر بعين قلبه الى إتقان تدبير الله في الليل والنهار تبصر أيضا بمعنى الحياة والموت ، وقدرة الله المهيمنة عليهما.
[٨١] الإنسان يهتدي لهذه الحقائق حينما يستفيد من عقله ، اما حين يعطّله بالأسباب المختلفة ، كتقليد الآباء ، فانه أبعد ما يكون عن استيعاب هذه الحقائق الواضحة والقريبة منه.
بَلْ قالُوا مِثْلَ ما قالَ الْأَوَّلُونَ