جاء في رواية عن الامام الباقر ـ عليه السّلام ـ :
«الاستكانة هو الخضوع ، والتضرع هو رفع اليدين ، والتضرع بهما» (١)
هناك نوعان من العذاب :
١ ـ عذاب الابتلاء : وهدفه تغيير الإنسان «فَأَخَذْناهُمْ بِالْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ» وعادة لا ينتفع البشر بهذا النوع من العذاب.
٢ ـ عذاب الانتقام : وهو إذا انزل فلا مردّ له ، كالعذاب الذي حل بفرعون وقومه ، لأنه آمن متأخرا ، ومن دون فائدة. وهذا النوع من العذاب يهز الإنسان من الأعماق الى درجة انه يبلس ، اي تختلط مشاعره ، ويبقى في حيرة ، ولا يعرف كيف يتصرف.
حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ
[٧٨] وبعد ان ذكرنا القرآن بالعقبات التي تعترض طريق الايمان ، يذكرنا الآن بالله وآياته ، فالإنسان إذا عرف العقبات والحجب التي تمنعه من الايمان ، وتحداها بقوة الإرادة ، وبتذكرة الله ، فانه يكون آنئذ مستعدا للتذكرة بالله ، ويفهم القرآن ، ويزداد به إيمانا.
وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ
وهما نافذتا العقل على المعرفة.
وَالْأَفْئِدَةَ
__________________
(١) المصدر / ص ٥٤٩.