[٩٦] ولكي تتخلص من العذاب ، ولا تشرك مع الظالمين ، يجب ان تواجه انحرافهم بالاستقامة على الحق ، وذنوبهم بالطاعة لله. ولعل الآية تعتبر صورة جلية للتحدي ، وآية واضحة لعزة الله وقدرته ، وعزة المؤمنين به ، وقدرتهم في مواجهة أعداء الدين.
ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِما يَصِفُونَ
صحيح ان الله قادر على دفع عادية الكفار ، وصحيح انه يفعل ذلك متى ما اقتضت حكمته البالغة ، ولكن ينبغي الا يسبب ذلك في إساءة خلق المؤمنين ، وتجبرهم في الأرض ، بل لا بد ان يتمتعوا بأخلاقية سامية في التعامل مع الآخرين ، والصبر على أذاهم وتحمل الصعاب الشخصية دون تبليغ الدعوة.
[٩٧] وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ
والهمزات هي الدفعات ، التي يقوم بها الشيطان لتضليل الناس واغوائهم ، وليس ضروريا ان يكون الشيطان ذلك الموجود الخفي الذي نتصوره ، بل قد يتجسد في صورة شهوة عارضة ، أو إنسان منحرف يحاول التأثير عليك سلبيا.
[٩٨] وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ
يجب على المؤمن ان يفر من مجالس الشياطين ـ الانس ، والجن ـ كمجالس المعصية ، والحديث على الناس.
[٩٩] ان الإنسان الذي لا يستعيذ بالله من الشيطان في الدنيا ، ولا يتقي الله. يدركه الندم حين لا ينفع الندم ، لذلك بعد ان حذر الله من الشيطان يتعرض لحال الإنسان المنحرف حين الموت قائلا :