طريقه هل أننا بخير أم على شر ، فاذا ثقلت موازين الإنسان ، وكانت صالحاته أكثر من سيئاته كان من أصحاب الجنة ، والا فانه من أصحاب النار ، والآية التي تحمل هذا المضمون (١٠٢ ـ ١٠٣) هي أكثر الآيات تحذيرا في القرآن كما يبدو لي ، إذ من الذي يستطيع ان يطمئن ولو نسبيا الى أنّ حسناته أكثر من سيئاته؟! لهذا فان المؤمنين لا يتركون وقتا الا واستغلوه للعمل الصالح.
ثم يصف لنا القرآن بعض المشاهد من يوم القيامة ، يوم تلفح النار وجوه الكافرين والظالمين ، حتى تنكمش أسنانهم وتحترق وجوههم فتظهر أسنانهم كلها ، وعند ما يطلبون من الله العودة لاستئناف العمل يأتيهم الجواب أن اخسأوا ، وهي كلمة لا تقال الا للكلب ، فقد كنتم تهزؤون وتسخرون من عبادي يوم كانوا يدعونكم الى عبادتي ، وها قد جزيتهم بالجنة وأنتم في النار.
ويستمر السياق يبين لهؤلاء اخطاءهم ، والتي من أهمها انهم اعتقدوا بان لا رجعة بعد الموت ، وبالتالي لا مسئولية ، فتمادوا في غيهم وانحرافهم ، وفاتت عليهم فرصة الدنيا التي يفترض ان يزرعها الإنسان عملا صالحا ينفعه في الآخرة ، وذلك لن يكون دونما ايمان خالص بالله.
وحتى لا تكون هذه الشدة سببا لليأس يفتح الله بآخر آية من هذه السورة بابا للامل ، حينما يذكرنا بأنه أرحم الراحمين ، وكم هو شقي ذلك الإنسان الذي يسد على نفسه أبواب رحمة الله التي وسعت كل شيء.
بينات من الآيات :
[١٠١] فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ
حيث تتلاشى العلاقات النسبية ، فلا يعرف أحد أحدا ، وكل ينادي نفسي نفسي الا المؤمنين قال تعالى :