الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ . (٦٧ / الزخرف)
وَلا يَتَساءَلُونَ
عن أنساب بعضهم ، لهول الموقف ، ولعدم فائدة ذلك ، إذ يكون لكل منهم شأن يغنيه عن شؤون الآخرين.
لقد كان أئمة الهدى عليهم السّلام يجهدون أنفسهم بالعبادة بالرغم من صلتهم القريبة الى رسول الله (ص) ، وإذا سألهم أحد عن ذلك تلو عليه هذه الآية ، يقول طاووس الفقيه : رأيته ـ أي زين العابدين (ع) يطوف من العشاء الى سحر ويتعبد ، فلما لم ير أحدا رمق السماء بطرفه ، وقال : الهي غارت نجوم سماواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتحات للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني وتريني وجه جدي محمد (ص) في عرصات القيامة ، ثم بكى وقال : وعزتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وانا بك شاك ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولكن سوّلت لي نفسي ، واعانني على ذلك سترك المرخى به عليّ ، فالآن من عذابك من يستنقذني؟! وبحبل من اعتصم ان قطعت حبلك عني؟! فوا سوأتاه غدا من الوقوف بين يديك ، إذا قيل للمخفين جوزوا وللمثقلين حطوا ، أمع المخفين أجوز؟! أم مع المثقلين أحط؟! ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب ، اما آن لي ان استحي من ربي؟! ثم بكى وانشأ يقول :
أتحرقني بالنار يا غاية المنى |
|
فأين رجائي ثم أين محبتي |
أتيت باعمال قباح رزية |
|
و ما في الورى خلق جنى كجنايتي |
ثم بكى وقال : سبحانك تعصى كأنك لا ترى ، وتحلم كأنك لم تعص ، تتودد