[١١٦] فَتَعالَى اللهُ الْمَلِكُ الْحَقُ
ان الله أنزه من أن يخلق الإنسان بلا هدف. ثم إذا كان كل جزء في الإنسان يؤدي هدفا معينا فالعين تبصر ، والاذن تسمع ، والجوارح تقوم بأدوارها المحددة ، والأعضاء الداخلية تقوم بمهامها ، والغدد والاجهزة وكل خلية تؤدي وظيفة خلقت لها ، وحتى الزائدة الدودية التي سماها كذلك الطب في أيام طفولتهم تقوم بدور محدد ، فهل من المعقول ان يكون خلق الإنسان عبثا وبلا هدف محدد؟! ونحن حين ننظر الى ما حولنا من اشعة الشمس وضوء القمر وحركة الأرض ونشاط الأحياء فيها ، وانظمة سائر الموجودات نجدها جميعا تخدم وجود البشر ، وكذلك خلقت بهدف محدد ، فهل خلق الإنسان نفسه لغير هدف؟! سبحان الله!! ومن هنا يسأل أحدهم الامام الصادق (ع) : لم خلق الله الخلق؟ فيقول : «ان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثا ، ولم يتركهم سدى ، بل خلقهم لاخطار قدرته وليكلفهم طاعته».
لا إِلهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ
فالله هو رب السلطة ، ولكنه السلطة الكريمة والحكيمة وليست العبثية حتى يخلقنا بلا هدف.
[١١٧] وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
فحتى لو عبد غير الله فانه لن يخرج بذلك عن سلطته وهيمنته وسيكون حسابه وجزاؤه عنده.
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ