قالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ
لنرى كيف كانت الدنيا التي بعتم الآخرة بها؟!
[١١٣] فيأتي الجواب :
قالُوا لَبِثْنا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَسْئَلِ الْعادِّينَ
وهذا التقدير يأتي نتيجة الفرق بين الآخرة والدنيا من زاوية الزمان.
[١١٤] قالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ
لو كنتم تعرفون بأن الحياة الحقيقية والخالدة تبدأ بعد الدنيا.
إن وعي الزمن وامتداد نظر الإنسان الى أبعد نقطة في المستقبل شرط أساسي للتكامل ، ولأن أسمى التكامل الايمان فإن المؤمن يقدر الزمن في الدنيا بميزان الخلود الأبدي في الآخرة ، ولذلك يفوز بالصبر لأنه سبق وأن أحسن التقدير.
ويبدو ان النظر الى الزمن ومقدار وعيه يشكل أساس الايمان بالآخرة ، والقرآن الحكيم يعالج هذه الناحية من نفسية البشر ، فلو كانوا يعلمون لعرفوا ان كل الفترة التي يقضونها في الدنيا قليلة في حساب الآخرة ، فلما ذا خسارة الآخرة بهذه الفترة القليلة؟!
[١١٥] أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ
هل كانت حياتكم الدنيا بلا هدف؟!
أم هل من الحكمة ان يخلق الإنسان للأكل والشرب ثم يموت؟!