[١٠٩] إِنَّهُ كانَ فَرِيقٌ مِنْ عِبادِي يَقُولُونَ رَبَّنا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ
لقد كانت جماعة منكم ، وبين ظهرانيكم ، يدعون ربهم ويؤمنون به ، لقد آمنوا ثم اعترفوا بالتقصير ، وسعوا نحو مرضاة الرب.
[١١٠] فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِيًّا حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ
ان الاستهزاء من المؤمنين يحمل في طياته السخرية من مبادئهم ، ولكنه يحوّل الصراع الى صراع شخصي ، حيث يعادي الكفار اشخاص المؤمنين ويسقطون هيبتهم من أنفسهم ، ويحقّرون كل أفعالهم وتصرفاتهم ، وبالتالي ، يصبح حاجزا نفسيا دون التفكير في المبادئ التي يدعون إليها ، ولعل ذلك هو ما أشار اليه القرآن هنا بقوله : «حَتَّى أَنْسَوْكُمْ ذِكْرِي».
اما قوله : «وَكُنْتُمْ مِنْهُمْ تَضْحَكُونَ» فهو الجانب السلوكي والعملي لحالتهم النفسية حيث كانوا يتخذونهم سخريا.
[١١١] لقد كان المؤمنون في الدنيا عرضة لالوان البلاء والمشاكل ، من السخرية والضحك و .. ولكنهم استقاموا وصبروا فكان جزاؤهم الجنة.
إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِما صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفائِزُونَ
ويبدو من الآية ان من أعظم الصبر الصبر على تجريح الشخصية ، ولذلك نجد أبرز صفات المؤمنين حقا انهم لا يأبهون باللوم ولا يخافونه.
[١١٢] ثم يسألهم الله :