تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ
واللفح هو ضربة السيف الشديدة ، ففي الآخرة تضرب النار وجوههم كأنها حدّ السيف.
وَهُمْ فِيها كالِحُونَ
اي مكشّرين عن أسنانهم بسبب احتراق شفاههم وانكماشها باللفح.
[١٠٥] ويأتي النداء لأصحاب النار حينما يستغيثون من النار :
أَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ فَكُنْتُمْ بِها تُكَذِّبُونَ
[١٠٦] قالُوا رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَيْنا شِقْوَتُنا وَكُنَّا قَوْماً ضالِّينَ
لقد شقوا بأعمالهم ولا يخلق الله شخصا شقيا بطبعه.
[١٠٧] ويضيفون :
رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْها فَإِنْ عُدْنا فَإِنَّا ظالِمُونَ
اعطنا فرصة أخرى ، وجربنا مرة ثانية ، فاذا عدنا فاننا ظالمون فعلا.
[١٠٨] قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ
أخسأوا : بمعنى عودوا ، وهي كلمة يقولها للكلب صاحبه ، حينما يتبع أحدا ليؤذيه أو غير ذلك ، ويقولها الله لهم إهانة وتحقيرا ، والواقع إن تحقيرهم أنفسهم في الدنيا هو الذي أهانهم في الآخرة ، إذ لم يرتفعوا الى مستوى تطبيق آيات الله ، وهبطوا الى حضيض اتباع الشيطان الرجيم المطرود من رحمة الله.