على اي أساس متين ، ترتفع قواعد البيت الطاهر؟ أو ليس على الوحي الذي يهبط اليه ، وذكر الله الذي يصعد منه؟! بلى. ولذلك كانت سورة القرآن هي سور الاسرة ، ومن نور الوحي ضياء البيت ، وكانت الاسرة مشكاة ، فيها من نور الوحي مصباح تحيط به زجاجة شفافة ، من اولي الأبصار ـ الرجال الأتقياء حفظة الاسرة ـ يتقد شعاعا من شجرة المعرفة .. وكانت تلك البيوت التي أذن الله لها ان ترفع حصونا منيعة للوحي على مستوى الامة ، كما البيت حصن القيم على مستوى الاسرة (٣٨).
والامة التي لا تكرم بيت النبوة ، كما الاسرة التي لا تأبه بالقيم تتساقط أطرافها وتغدو قيمها شديدة الظلام (٤٠).
ونور المجتمع من بيت النبوة ، ونور الاسرة من ضياء القيم ، ويشرق هذا النور وذاك بنور الله.
وأشرقت السموات والأرض بنور ربها ، ألم ترى ان الله يسبح له من في السموات والأرض ، وله الملك ، وهو الذي يزجي السحاب ويبعث بالبرق ، ويقلب الليل والنهار ، وانه خلق كل دابة من ماء؟! بلى. انه الرب الذي أنزل آيات مبينات ، وهو يهدي من يشاء الى صراط مستقيم (٤٦).
وهكذا يحيط السياق بالنواحي المعنوية للبيت الرفيع ، ثم يعالج موضوع الطاعة التي تعتبر من أهم ركائز التربية ، ويقول : لا بد من التسليم لحكم الله والرسول ، والرضا بالحق كان له أم عليه ، وبعد ان ينعت المؤمنين بفضيلة الطاعة ، يلوم البعض ممن يدّعونها ويحلفون عليها ، ولكنهم حين يجد الجد يخشون (٥٣).
ويأمرهم بالطاعة لله وللرسول ، ليهتدوا. ويذكر بان الله قد وعد المؤمنين الصالحين أعمالا باستخلافهم في الأرض ، ويأمرهم بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة