ان الذي يتبع خطوات الشيطان لا يحقق سعادة الناس وهدايتهم ، فكثير أولئك الذين حدثوا أنفسهم بالوصول الى الحكم ، ومن ثم العدل والحرية للمستضعفين ، ولكنهم تورطوا في جرائم الإرهاب والذبح واشاعة الفاحشة ، فما أفلحوا بل أصبحوا أفسد ممن سبقهم ، فقد خدع الشيطان من انتموا الى حزب البعث في العراق بذلك ، ولكنهم بعد ما وصلوا الى الحكم دمّروا العراق وأصبحوا لعنة على الشعب.
ان السلطة التي تبنى على أساس الكذب والافتراء ، لا ولن تكون في سبيل الله والمستضعفين لذا يقول القرآن :
وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُواتِ الشَّيْطانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ
فلا يفكر الإنسان أنه سينصحه يوما ، ولعل المقصود من «لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ» وسائله وسبله ، فالغاية لا تبرر الوسيلة ، بل تحدد الغاية الوسيلة المناسبة لها.
وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً
«لولا» حرف امتناع لامتناع ، وهي اداة شرط في هذا المقطع من الآية الكريمة «وفضل» مصدر ناب عن فعل الشرط ، اما جواب الشرط فقوله تعالى : «ما زكى»
ولعل هذا الجواب هو نفسه جواب لولا في الآية السابقة «وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ» والآية تشير الى مدى صعوبة التخلص من شبكات الشيطان ، وعلينا إذا الا نرتاح الى ظل الغرور ، ونغفل عن خطر الاستدراج بل نتوكل على الله ، ونكون دائمي الحذر ، شديدي اليقظة.
وَلكِنَّ اللهَ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ