هذا وذاك ، فلا يجوز ان تثقوا باي فرد ، بل عليكم التثبت عما إذا كان نقيا عن حب اشاعة الفاحشة.
[٢٠] وَلَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
بان بعث لكم رسولا ووفر لكم فرصة الهداية ـ لولا ذلك ـ لما زكى أحد منكم ، اي تخلص من ورطة اتهام الآخرين بالزور والبهتان.
ويبدو ان المراد من الفضل هو الهدى (القرآن والرسالة) ومن الرحمة النعم المادية (الأمن والسلامة وكل ما يمنع الإنسان من التورط في الجرائم المختلفة).
فلو لم تتوفر للإنسان وسائل الهداية من جهة ، والوسائل المادية كالحياة الاسرية الفاضلة ، والمكسب الحلال ، وما الى ذلك من النعم من جهة أخرى ، لما تخلص من التورط في الجرائم.
وَأَنَّ اللهَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ
ويبدو ان جواب لولا ما يشار اليه في الآيات التالية من قوله تعالى : ما زَكى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَداً .
[٢١] الشيطان سواء الجنّي الذي يجري من ابن آدم مجرى الدم ، أو الانسي الذي تملأ أبواقه وشبكاته حياتنا اليوم ، انه لا يدعونا الى الفواحش الظاهرة مرة واحدة ، وانما يستدرجنا إليها خطوة فخطوة ، وعلينا الحذر من اتباعه في الخطوات الاولى حتى لا يطمع فينا أكثر فأكثر.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ
وما دام الله وفر للإنسان فضله ورحمته فلما ذا يتبع الشيطان؟!