إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ
ان للفاحشة هيبة تنبعث من الحياء والشرف البشري ، جبل عليها ضمير الإنسان وعند ما تشيع الفاحشة في المجتمع تسقط هيبتها من أعين الناس ، فيتورطون فيها ، بل لا يتورعون عن ممارستها باستمرار.
واشاعة الفاحشة تتحقق بمجرد نقل الإنسان ما يسمعه من كلام خبيث الى الآخرين ، وهذا ما يحطم جدار الشرف والحياء لدى أبناء المجتمع ، فلا هو يدعو الإنسان المريض القلب للعمل الصالح ، ولا هو ينصح الناس لما فيه خيرهم ، بل يبحث عن الشائعة الباطلة لينشرها ، وعن الفكرة الخبيثة الميتة ليحييها ويذيعها ، لأنه من أهل الفاحشة وان أنكرها بلسانه أو تظاهر بكراهته لها ، فلو بحثت عميقا في نفسه لوجدته يعبر بكلامه عن واقعه ، لا عن واقع الآخرين ، ويبدو ان التعبير القرآني ب «يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفاحِشَةُ» يدل على انعطاف نفسي عند هذا الفريق نحو اشاعة الفاحشة ، أما بسبب كراهية المجتمع ، أو كراهية الفريق المتهم منه ، أو لأنهم يرتكبون فعلا الفاحشة ، ويريدون ان تنتشر بين الناس جميعا حتى يرتاحوا من لوم الناس ووخز الضمير.
وعلى الإنسان ان يقاوم هذا الحب في نفسه ، ولا يفيض في نقل التهم بدافع هذا الحب الشيطاني.
ثم يختم القرآن حديثه الصادق بان الله عليم بالحقائق.
وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ
فأنتم لا تعلمون طبيعة الناس ، والدوافع التي تدعوهم الى خلق الافتراءات ضد