الواقع ان الآية الكريمة تشير الى ضرورة التوجه الى الله في حالة الخوف من التأثر بالاعلام المضاد ، لان النفس نزّاعة الى تصديق كل كلام يشيع في المجتمع ، خصوصا إذا صدر من الكبار في العمر أو في الرتب الاجتماعية ، وعلينا ان نقاوم هذه النزعة بذكر الله ، ذلك أن ذكر الله يزيد من مناعة المؤمن عن التأثر بالضغوط ، والانبهار بالآخرين ، والخضوع للتضليل ، أو بالتالي يعيد الإنسان الى عقله ، ويعطيه فرصة للتفكر المنهجي ، وهو بالتالي يعطي الإنسان استقلالا وقوة واطمئنانا ، كما المرساة التي تبقي على استقرار السفينة بين يدي الموج.
[١٧] يَعِظُكُمُ اللهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَداً إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ
اي لا تعودوا تتأثروا بالاعلام ان كنتم مؤمنين حقا ، وكأنه يخاطب الجميع مع ان الذي جاء بالإفك مجموعة صغيرة منهم ، وهذا ما يدل عليه قوله تعالى : إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ وذلك ليشعر المجتمع المؤمن بأكمله انه المسؤول ، لأنه سمح لهذه العصبة ، بالانتشار في وسطه ولم يردها من حيث أتت.
[١٨] وَيُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ
انه يعلم بمصالحكم ، فيرشدكم لما فيه سعادتكم بحكمته البالغة.
[١٩] ويبين السياق جزاء من ينشر الشائعات في المجتمع ، وهم عادة من ذوي النفوس المريضة ، كما تؤكد هذا البحوث العلمية الحديثة ، ذلك أن المبتلين بالعقد الجنسية ، هم الذين يسعون لبث الشائعات المختلقة عنها ، فلأنهم يعانون من الإحباط الجنسي مثلا يثيرون الشائعات لينتقموا من المجتمع ، وكأنه المتسبب في إحباط هذه الغريزة في ذواتهم ، أو لا أقل يتسلون بهذه الكلمات ليعوضوا بها عما فقدوه ، وعما يشعرون به من عقدة الجنس ، قال تعالى :