ولقد كانت المرأة في الجاهلية تختمر ، الا انها تبدي زينتها للرجال ، حيث تجعل خمارها خلف اذنها ، لتبدو اقراطها وكانت تحسر عن نحرها وبعض من صدرها ، وتكشف بالتالي عن مفاتنها ، فجاءت الآية تأمر نساء المؤمنين بشد الخمار ، بحيث لا يبدو شعرهن ولا آذانهن ولا نحورهن وصدورهن ، و قد جاء في رواية مأثورة عن الامام أبي جعفر الباقر عليه السّلام .. انّ سبب نزول هذه الآية كالتالي :
استقبل شاب من الأنصار امرأة بالمدينة ، وكان النساء يتقنعن خلف آذانهن ، فنظر إليها وهي مقبلة ، فلما جازت نظر إليها ودخل في زقاق قد سمّاه ـ يعني فلان ـ فجعل ينظر خلفها ، واعترض وجهه عظم في الحائط أو زجاجة فشق وجهه ، فلما مضت المرأة نظر فاذا الدماء تسيل على ثوبه وصدره ، فقال والله لآتين رسول الله ، ولأخبرنه ، قال : فأتاه فلما رآه رسول الله قال له : ما هذا؟ فأخبره ، فهبط جبرئيل بهذه الآية : «قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِكَ أَزْكى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما يَصْنَعُونَ». (١)
اما الزينة فظاهرة : فلا يجب سترها ، و جاء في الحديث المأثور عن الامام الصادق (ع): «انها الكحل والخاتم». (٢)
وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَ
ويستوحى من هذه الآية انه لا يجوز إظهار المفاتن لغير النساء المؤمنات ، و قد
__________________
(١) المصدر / ص ٥٨٨.
(٢) المصدر / ص ٥٩٢.