نكن لتدور من دون الزواج ، الذي هو أبرز مظاهر التعاون عند الجنس البشري أوليست الحاجة أمّ الاختراع ، أو ليس الاحساس بالمسؤولية صاعق القوى الكامنة عند الإنسان؟! ان رزق الله كامن في الأرض ، وقدرات الإنسان كامنة في نفسه ، انما تتفجر تلك القدرات فتستخرج رزق الله بالأمل والحاجة والسعي.
ومن هنا جاء في رواية مأثورة عن النبي صلّى الله عليه وآله :
«من ترك التزويج مخافة العيلة فقد أساء ظنه بالله عز وجل ، ان الله عز وجل يقول : إِنْ يَكُونُوا فُقَراءَ يُغْنِهِمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ » (١)
بل ان النبي كان يوصي الفقراء بالزواج لكي يوسع الله عليهم.
يروي الامام الصادق (ع) انه أتى رسول الله شاب من الأنصار ، فشكا اليه الحاجة ، فقال له : «تزوج» فقال الشاب : اني لأستحي ان أعود الى رسول الله ، فلحقه رجل من الأنصار فقال : ان لي بنتا وسيمة ، فزوجها إياه ، فقال : فوسع عليه ، فأتى الشاب النبي فأخبره ، فقال رسول الله : يا معشر الشباب عليكم بالباه (اي بالنكاح).
(٢) ولقد بلغ من تحريض الإسلام على الزواج : ان يقول الامام الصادق عليه السّلام :
«ركعتان يصليهما المتزوج أفضل من سبعين ركعة يصليهما الأعزب» (٣)
و يروى عن رسول الله قوله :
__________________
(١) المصدر / ص ٥٩٥.
(٢) المصدر / ص ٥٩٦.
(٣) المصدر.