مظاهر إرادته الحكيمة حسن جزائه للمؤمنين الصالحين ، وسوء عقابه للمجادلين فيه ، والشاكين في أنبيائه وأوليائه.
أو ليس الأولى بنا إذا ان نسعى الى جنان الرب التي وعدنا إيّاها ان كنا مؤمنين صادقين؟ وأيّة جنات هي التي بشر الله عباده بالغيب؟ دعنا نستمع الى أئمة آل البيت عليهم السّلام وهم يفسرون القرآن ، وينقلوننا الى رحاب تلك الجنات التي بشر بها القرآن.
إِنَّ اللهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ الى قوله تعالى وَلِباسُهُمْ فِيها حَرِيرٌ حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : جعلت فداك شوقني فقال : يا أبا محمد من أدنى نعيم الجنة أن يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدنيا ، وأن ادنى أهل الجنة منزلا لو نزل به الثقلان الجن والانس لوسعهم طعاما وشرابا ، ولا ينقص مما عنده شيئا ، وان أيسر أهل الجنة منزلة من يدخل الجنة فيرفع له ثلاث حدائق ، فاذا دخل أدناهن رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والثمار ما شاء الله مما يملأ عينه قرة وقلبه مسرة ، فاذا شكر الله وحمده قيل له : ارفع رأسك الى الحديقة الثانية ففيها ما ليس في الاولى ، فيقول : يا رب اعطني هذه ، فيقول الله تعالى : ان أعطيتكها سألتني غيرها ، فيقول : رب هذه فاذا هو دخلها شكر الله وحمده ، قال : فيقال : افتحوا له بابا الى الجنة ويقال له : ارفع رأسك فاذا قد فتح له باب من الخلد ويرى أضعاف ما كان فيما قبل فيقول عند مضاعف مسراته : رب لك الحمد الذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان ، وأنجيتني من النيران ، قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك زدني قال : يا أبا محمد ان في الجنة نهرا في حافتيه جوار نابتات ، إذا مر المؤمن بجارية أعجبته قلعها وأنبت الله عز وجل مكانها أخرى ، قلت : جعلت فداك زدني قال : يا أبا محمد المؤمن يزوج ثمانمأة عذراء ، واربعة آلاف ثيب ، وزوجتين من الحور العين. قلت : جعلت فداك ثمانمأة عذراء؟ قال : نعم ما يفترش منهن