بالنسبة للعقل عند ما يتلوث بالأهواء. لا يرى الحقيقة بعينه ، ولا يسمعها بأذنه ، ولذا فان مصباح الوحي لا ينفعه الا قليلا ، وانما يؤيد الرسالة من ذكّر نفسه ، وتلألأ عقله ، ولم يلهه عن رسالات ربه شيء.
يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ
لأنه يحتاج الى زيت يتّقد به ، وإذا أردنا ان نؤوّل الشجرة المباركة نقول أنها شجرة العلم أو التقوى. إذ ان المعرفة تمد مصباح الوحي بالوقود فيزداد بهاء ونورا في مشكاة القلب ، وبهذا جاءت الرواية المأثورة.
لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ
بل في مكان تنشر بركاتها على العالم أجمع ، دون ان تختص بها ارض دون أخرى ، ولعل هذه الكلمة تشير الى الاستقامة في التقوى ، حيث ان المتقين لا تميل بهم ضغوط الحياة يمينا أو شمالا ، وقد تعددت النصوص التي فسرت هذه الآية الكريمة ، ونذكر فيما يلي ما جاء عن الامام علي بن الحسين (ع) في تفسيرها :
في قوله عز وجل «كَمِشْكاةٍ فِيها مِصْباحٌ» قال : المشكاة نور العلم في صدر النبي (ص).
«الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ» : الزجاجة صدر علي ، صار علم النبي الى صدر علي ، علّم النبي عليا.
«الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ» قال : نور العلم.
«لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ» قال : لا يهودية ولا نصرانية.
«يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ» قال : يكاد العالم من آل محمد