يتكلم بالعلم قبل ان يسأل.
«نُورٌ عَلى نُورٍ» : يعني إماما مؤيدا بنور العلم والحكمة في أثر إمام من آل محمد (ص) وذلك من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة ، فهؤلاء الأوصياء الذين جعلهم الله عز وجل خلفاء في أرضه ، وحججه على خلقه ، لا تخلو الأرض في كل عصر من واحد منهم.(١)
يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ
فالإنسان السوي ـ صاحب العقل النظيف ـ يمتلك علما نقيا ، بعيدا عن الأهواء والخرافات ، فنفسه الشفافة تنتظر ادنى اشارة لتستوعب الحقائق ، والآية تشير ـ فيما يبدو لي ـ الى ان التقوى ـ وهي زيت مصباح الوحي الزلال النظيف ـ هي طريق الهدى وسبيل المعرفة ، ومهد الحكمة والسّداد ، فانها تكاد تضيء الحقائق للبشر ولو لم تمسسه نار الوحي ونوره ، لذلك قال ربنا بعدئذ :
نُورٌ عَلى نُورٍ
فنور الوحي يتقد بنور التقوى ، والوحي يتألّق بنور العقل ، الا ان التوفيق للهداية لا بد ان يأتي من الله سبحانه.
يَهْدِي اللهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ
فالله هو الذي يهدي من يشاء من عباده للنور الذي أرسله ، وهو نور الوحي ونور محمد (ص) وسنته الرشيدة ، ونور أهل بيته الطاهرين (عليهم السّلام).
وَيَضْرِبُ اللهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَاللهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
__________________
(١) المصدر / ص ٦٠٤.