عن الامام الباقر (ع) في تفسير البيوت هنا :
«انها بيوت الأنبياء والرسل والحكماء وأئمة الهدى» (١)
ولكن لماذا رفعت هذه البيوت؟ انما بذكر الله.
وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
ان ذكر الله ينبعث من قلوب طاهرة هي المشكاة لنور الله.
يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَالْآصالِ
فعند ما يستقبلون النهار يسبحون ربهم ، ويحيون صباحهم بتقديسه حتى لا يقدسوا ما سواه ، وإذا مالت الشمس الى المغيب ، واستقبلوا سواد الليل سبحوا ربهم ليغسلوا عن قلوبهم أدران الحياة ويأووا الى فراشهم بأفئدة طاهرة.
[٣٧] ان نور الله يتجلى في ضمير هؤلاء المسبّحين لأنهم تعالوا عن ملهيات الحياة ، فلا خشية الخسارة في التجارة ، ولا تبادل المصالح بالبيع يمكن لهما ان يلهياهم عن ذكر الله ، وأداء واجباتهم.
رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللهِ
فلذلك تراهم يبصرون الحياة من خلال نافذة الوحي ، ويجرون عليها شرائع الدين ، فلا تمنعهم ضغوط المعيشة عن تنفيذ الأحكام.
وَإِقامِ الصَّلاةِ وَإِيتاءِ الزَّكاةِ
لان خشية المعاد تفوق عندهم خشية الخسارة في التجارة والبيع.
__________________
(١) المصدر / ص ٦٠٨.