يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصارُ
فهم حذرون أبدا لأنهم يخشون ان يبعثوا على غير دين الله ، وألّا تقبل حسناتهم ولا تغفر سيئاتهم.
[٣٨] لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ
فلا يكتفي بأن يجزيهم على أحسن أعمالهم ، بل يزيدهم من فضله لأنه الغني الذي لا تزيده كثرة العطاء الا جودا وكرما.
[٣٩] وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمالُهُمْ كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ ماءً حَتَّى إِذا جاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسابَهُ وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ
فبغضّ النظر عن ايمان الإنسان أو كفره ، واستقامته أو انحرافه ، فانه يسعى دؤوبا لتكون اعماله مثمرة تصل به الى اهدافه وطموحاته ، ولكن الإنسان المؤمن الذي يتبع تعاليم السماء هو وحده الذي يصل الى نهاية سعيدة ، اما الكافر فانه لا يحقق من اهدافه شيئا بالرغم من إجهاده لنفسه.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد ، فبالاضافة الى الفشل في الوصول الى السعادة ، فانه يجد نفسه امام رب رقيب قد احصى أعماله ، وأعد له عذابا شديدا جزاء كفره.
ولا يظن المرء ان حساب الله مختص بيوم الآخرة فقط ، بل قد يرى نتيجة عمله في حياته الدنيوية ان خيرا فخير ، وان شرا فشر ، والله سريع الحساب.
[٤٠] أَوْ كَظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها