[٤٧] بيد ان هناك أناسا يدّعون الايمان ولكن واقعهم يخالف ما يدعون.
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ وَما أُولئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ
[٤٨] ان أصوب مقياس للايمان هو الطاعة عند الصراع ، فاذا أسلم للحق الذي يخالف هداه ومصلحته وقبل العدالة التي تكون الى جانب خصومة ، وتنازل طواعية عن دعاويه إذا حكم القاضي العادل ضده ، فان ايمانه حق ، والا فان دعوى الايمان غير مقبولة.
وَإِذا دُعُوا إِلَى اللهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ
[٤٩] ولان طاعتهم لله والرسول نابعة من مصالحهم المادية ، فاذا كان الأمر لصالحهم أطاعوا ودعوا الناس الى الطاعة ، اما إذا لم يكن الأمر كذلك فإنهم يخالفون حكم الله ويعرضون عن شريعته فاذا عرف أحدهم انه لو ذهب الى الحاكم الشرعي فانه سيحكم ضده ، فانه يذهب إلى المحاكم الجائرة ليتسنى له التلاعب بالقوانين عبر الرشاوى.
اما المحاكم الاسلامية الحاسمة التي تقضي بالحق فانه لا يذهب لها الا إذا علم بان قضيته رابحة ، ويكون في هذه الحالة أسرع الناس الى حكم الإسلام ، وأكثر الناس دعوة الى الأخذ به.
وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ
[٥٠] وهذا نوع من أنواع الطاعة المصلحية ، والايمان المنفعي المرفوض في الإسلام ، ولكن ما هو الدافع لهذا الايمان؟