مهتما بحدود التنظيم الاجتماعي وقيوده ، دون أن يهتم بجوهره ومحتواه ، وقد يعكس فيكون مهتما بجوهر التنظيم وهدفه ، ولكنه يتجاهل الحدود التي هي وسائل تحقيق الهدف ويعتقد بأنها غير هامة أو قشرية.
بينما يريد الإسلام من ابنائه الاهتمام بجوهر التنظيم وبحدوده ، اي بهدفه وبالوسائل التي تحقق هذا الهدف.
ان جوهر التنظيم الاجتماعي هو الطاعة الخالصة لله تعالى ، والبعيدة عن الأهواء والمصالح الآنية ، وكل أنواع العصبيات الجاهلية ، وتبرز أعلى مظاهر الطاعة لله ، في الطاعة للقيادة الرسالية وتتدرج هابطا حتى تصل الى ولي الأمر الحاكم الشرعي ، وكذا ولي الاسرة ورؤساء كافة التنظيمات الاجتماعية والسياسية الشرعية.
والاسرة الفاضلة هي الاسرة القائمة على أساس التعاون البنّاء ، ولا يأتي ذلك الا عن طريق الطاعة السليمة للقيم الحق ، بحيث لا تكون هذه الطاعة خالية من قانون يحددها ، بل يجب ان تصب في قنوات قانونية ، فلا يكتفي الإنسان المنظم بالطاعة لقيادته أو ولي أمره أو رب أسرته ، بل ان يلتزم أيضا بحدود القوانين الاجتماعية المفروضة ، فقد لا تبدو هذه القوانين ذات اهمية ، ولكنها حينما تطبق في الحياة الاجتماعية تصبح ذات نفع عظيم ، مثلا حينما يلزم الإسلام المسلم الوفاء بالعهد والالتزام بالوعد ، أتدري كم ينظم هذا الأمر حياة المجتمع ، أو كم يحافظ على الوقت الذي يذهب هدرا؟ والي اي حد يحافظ على علاقات الناس متينة وطيبة؟
وهكذا حين يفرض الإسلام تنظيم الوقت ، فلأنه حاجة اجتماعية ، وضرورة حياتية ، إذ لا يمكن للإنسان العمل في أي وقت يريد ، أو التبضع متى شاء ، أو حتى النوم متى يرغب ، بل هناك أوقات محدودة لكل نشاطات الحياة وشؤونها ،