وبالرغم من ان تنظيم الوقت يبدو لكثير من الناس عملا ثانويا ، الا انه أشبه ما يكون بالقناة التي تحافظ على مياه المطر من التشتت ، لأنه يحافظ على طاقات الإنسان من التشتت ويجمع طاقات الجماهير ليصبها في قناة واحدة.
من هنا نجد تأكيدا في هذه الآيات على ضرورة ملاحظة أوقات الراحة للإنسان ، والتي عادة ما تكون قبل صلاة الفجر وعند الظهر ، وكذا بعد العشاء ، وبمعنى آخر ضرورة مراعاة أوقات الآخرين وبرامجهم.
وحتى الأطفال يجب عليهم الاستئذان في هذه الفترات لتبقى البيوت محلا آمنا يستطيع الإنسان الاستراحة فيه أنى شاء.
ولتنفصل أوقات الراحة عن أوقات العمل ، كي يكون هناك وقت للراحة ، كما ان هناك وقتا للسعي والكدح ابتغاء فضل الله. والذي يجد وقتا كافيا للراحة ، يستطيع الجد والإبداع عند العمل ، إذ يجب ان تكون أوقات الراحة ـ كالقيلولة في الظهر ـ منطلقا للتحرك نحو العمل من جديد ، وبروح نشطة.
وهذا القانون يوفر على الإنسان مزيدا من الوقت المنظم ، مما يعني مزيدا من التقدم الحضاري.
وكلمة أخيرة :
ان حكمة هذا التشريع الهام هي ابعاد الأطفال عن بعض المظاهر غير المناسبة المحتشمة في غرف النوم ، حيث تثيرهم وتزرع في نفوسهم حب الزنا ، أو حتى عداوة أحد الوالدين ، مما يتسبب في العقد الجنسية ، وما تتبعها من نتائج خطيرة.
ولقد حذرت النصوص الشرعية من ذلك واعتبرته نوعا من التشجيع على الزنا ، إذ يسقط الحياء وتصبح المعاشرة الجنسية عملا عاديا عندهم ، وسوف يمارسونها عند