فبإمكان الاسرة ان تجتمع بأكملها حول مائدة الطعام ، أو يحضر افراد منها فقط كأن يأكل الأخ مع أخيه والصديق مع صديقه.
فَإِذا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ مُبارَكَةً طَيِّبَةً
يجب ان تكون القلوب متحابة متآلفة ، ومجندة في جيش واحد ، والسّلام هو رمز تآلف القلوب ، وعند ما يسلم المرء على أخيه ، فانه يربط نفسه معه برابطة المحبة ويتعهد بأن يكون مسالما له في حضوره وغيابه.
لذلك يؤكد القرآن قائلا : «فَسَلِّمُوا عَلى أَنْفُسِكُمْ» اي انكم تشكلون نفسا واحدة ، «تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللهِ» فحينما يقول الإنسان لأخيه السّلام عليكم يقول الله أيضا السّلام عليك ايها المجتمع الذي يتسالم افراده ويتبادل أبناؤه السّلام ، إني سوف امنحكم السّلام تحية ، «مباركة طيبة» وهذا السّلام يسبب البركة اي النمو الاجتماعي والمعنوي ، الذي يختلف عن النمو المادي الفاسد لدى المترفين أو الحكام الطغاة ، بل هو تكامل طيب ومستقبله عظيم.
كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
فكلما كانت الأحكام القرآنية حساسة وعميقة ، كلما وجدنا بعدها مباشرة مثل هذه الكلمات : لعلكم تعقلون ، لعلكم تتفكرون ، لحاجة الأمر الى التعقل والتفكر حتى يعرف المؤمنون أهميته ، وانه لا يمكن فهم ذلك الا إذا استشار الإنسان عقله ، وقدح زناد أفكاره.