الناس.
ثم يبين القرآن الكريم حكما آخر يعطي العلاقات الاجتماعية حرارة ودفئا فيقول :
أَوْ ما مَلَكْتُمْ مَفاتِحَهُ
فاذا اعطى المالك مفتاح بيته لأحد ، يجوز له تناول الطعام الذي فيه ـ بالفحوى ـ لما ينبئ ذلك عن رضى قلبي.
جاء في التاريخ :
إذا بعث رسول الله أحدا من أصحابه في غزاة أو سرية ، يدفع الرجل مفتاح بيته الى أخيه في الدين (وهو الذي آخى النبي بينه وبينه) ، ويقول له : خذ ما شئت وكل ما شئت ، فكانوا يمتنعون من ذلك حتى ربما فسد الطعام في البيت ، فأنزل الله هذه الآية. (١)
واعطى الإسلام الصديق الوفي حكم القريب فقال :
أَوْ صَدِيقِكُمْ
و جاء في الحديث عن الامام الصادق (ع) :
«من عظم حرمة الصديق ان جعله من الانس والثقة ، والانبساط وطرح الحشمة ، بمنزلة النفس والأب والأخ والأبن» (٢)
لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتاتاً
__________________
(١) المصدر / ص ٦٢٥.
(٢) المصدر / ص ٦٢٦.