الحديث الشريف عن الائمة (ع) :
«أحبكم إلينا أكثركم اكلا في بيوتنا».
لان الجلوس الى مائدة الطعام في البيت يفتح القلوب على بعضها ، ويمتن العلاقات ، وبالتالي يفتح طريق التعاون بين افراد المجتمع.
فكم من تعاون بدأ من جلسة طعام ، حتى الثورات الرسالية كثيرا ما تنطلق من مثل هذه المناسبات ، فحينما تقترب النفوس وترتفع الحجب بين الإنسان وأخيه وبعيدا عن انظار الناس وأسماعهم ، هنالك يبدأ الإنسان بالحديث عما يعانيه ، فيبث همومه ومشاكله لأخيه وبالتالي تتوفر الأجواء الملائمة للمناقشة وتبادل الأفكار مما يكون مناسبا لجمع الامكانات والكفاءات المختلفة وازالة الصعوبات ، فربما جلس أناس مؤمنون لبعضهم كي يأكلوا ، ولكنهم قاموا من على مائدة الطعام لينجزوا أعمالا عظيمة في سبيل الله.
إن التجمعات الأسرية في الإسلام هي اللبنات الاولى والأساسية في صرح الصمود والتضحية في المجتمع الاسلامي ، فلا يستطيع الإنسان الصمود أمام تحديات الزمن وعنجهية الطغاة ، وتحقيق النصر لوحده ، ولكنه يستطيع ذلك حينما يجلس الى أقاربه ومعارفه ويتفاعل معهم حيث يشعر بالقوة فيندفع بحماس لمواجهة كل التحديات.
ولما في الجلوس الى الموائد من فوائد اجتماعية عظيمة ، نجد الإسلام يشجع عليها ، ولو كانت العلاقات الاجتماعية في البلاد التي يحكمها الطاغوت متينة وفعالة لشلّ سيف الطغيان فيها ، لان الطاغوت حينئذ لا يضرب واحدا واحدا ، وانما يضرب اسرة اسرة ، والاسرة القوية المتفاعلة صخرة صماء لا تتفتت ، فلو وقف المجتمع بأسره المتعاونة مع بعضها عبر قياداتها لسقط الطاغوت المتسلط على رقاب