من المسؤولية الاجتماعية.
وبعدئذ يؤكد القرآن على ضرورة تمييز الرسول عن الآخرين باعتباره القائد ، والمبلغ للرسالة ، مما يجعله شخصية ذات تأثير فعّال في فرض الأوامر والتعليمات ، ويحذر بشدة أولئك الذين يخالفون عن أمره بأن تصيبهم فتنة ، وأبرز الفتن سيطرة الطغاة ، أو عذاب اليم في الآخرة.
ويحذرنا الله نفسه ، أو ليس له ما في السموات والأرض ، وهو عالم بما نحن عليه من خير أو شر؟! وحين نعود اليه يخبرنا بأعمالنا وهو بكل شيء عليم ، فلما ذا التبرير والنفاق والخداع الذاتي؟
بينات من الآيات :
[٦٢] ان الإسلام يريد لمجتمعه ان يكون مجتمعا متكافلا متكاملا موحّدا ، والقيادة هي الرابط الاجتماعي الذي يعصم المجتمع من الانهيار والتشتت ، وهنا تكمن اهمية الوحدة ، وعدم شق عصاها ، فلا يجوز للفرد ان يعتنق رأيا يفصله عن المسيرة العامة للأمة ، وهذا هو المقياس الصحيح لمدى ارتباط المسلم بالمجتمع الاسلامي وانتمائه الحقيقي له.
أما الإفراد الذين يرسمون لأنفسهم خططا ، يفرضونها على المجتمع ، شاءت القيادة أم أبت ، فلا يمكن ان يكونوا منتمين الى المجتمع ، وهؤلاء هم المنافقون في منطق القرآن الحكيم.
لذلك نجد التعبير القرآني يقول : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ» للتأكيد على ان هؤلاء وحدهم الذين ينتمون الى مجتمع الايمان ، اما الآخرون فلا.
وهكذا يريد الإسلام ترسيخ الشعور بالمسؤولية في نفوس المؤمنين ، ويبدو من