هذه الآيات ان بعض الناس كانوا يريدون التنصل من مسئولياتهم.
وكثيرا ما ينفر الإنسان من تحمل المسؤولية حينما يشعر بثقلها ، أو خطورتها على مصالحه ، وحتى يخفي هذا الشعور يصنع دثارا من المبررات لنفسه ، ولكي يعالج الإسلام هذه النزعة فقد فرض على الإنسان المسلم ان يتحلى بصفتين اساسيتين هما :
١ ـ الطاعة والتسليم.
٢ ـ التنفيذ الجاد لقرارات القيادة.
ولو عرف الإنسان المسلم نوعية فكر القيادة الرسالية ، وكذلك توجهها ، فانه سيسلم نفسه لها تسليما عميقا يذوب بسببه كليا في خطها ، ولا يكتفي باتباع القرارات الظاهرة فقط ، بل سيتبع روح القرار واهداف القيادة ، حتى من دون ان تحدد هي ذلك بالضبط ، وهنا ننقل قصة حدثت في إيران :
جاء رجل الى أحد قادة الثورة يستأذنه في قتل أحد افراد الساواك ـ وهي مؤسسة ارهابية تجسسية كانت تابعة للنظام الشاهنشاهي المقبور ـ فأجابه القائد بالنفي ، مما أثار إعجاب الجالسين ، فما كان منهم الا ان سألوه ولماذا وهو يستأذنك في قتل مجرم طالما قتل الناس وأفسد في الأرض وفعل كذا وكذا؟! فقال لهم : ان مثل هذا الإنسان ليس لهذه المهمة ، لأنه لو كان لها لما أتى يسألني اقتله أم لا! وهو عاقل يعرف الأحكام الشرعية و التوجه العام لاحاديثي الجماهيرية.
وكذلك بنو إسرائيل لما قال لهم موسى (ع) ان الله يأمركم ان تذبحوا بقرة امطروه بوابل من الأسئلة : ما هذه البقرة؟ ما لونها؟ ما شكلها؟ ما .. ما. إلخ؟
«فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ» لان التسليم النفسي لم يكن موجودا عندهم بما