فيه الكفاية ، فكانوا يريدون التنصل من المسؤولية بأية وسيلة كانت.
ولا يكتمل إيمان المؤمن حتى يذوّب شخصيته في شخصية الامة ، ويبيع نفسه وتوجهاته في الحياة للقيادة الرسالية ، بان يكون رهن أوامرها ، كما لا يكتفي بتنفيذ ظاهرها فقط ، وانما يغوص الى الاعماق ، ليكتشف أبعادها ، ويطبقها بالشكل الأكمل ، بخضوع قلبيّ تام ، وقد وصف القرآن المؤمنين بذلك حيث قال : «فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً» ، والتسليم هو الانصياع النفسي التام.
إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ
فلا يشكّل الايمان بالله وحده قيمة حقيقية ما لم يكن مقترنا بالايمان بالرسول ، وما يترتب على ذلك من تلقّي الأوامر والتعليمات والتشريعات الالهية منه ، وهذا ما يميّز المؤمن الحقيقي عن المؤمن الظاهري.
وَإِذا كانُوا مَعَهُ عَلى أَمْرٍ جامِعٍ لَمْ يَذْهَبُوا حَتَّى يَسْتَأْذِنُوهُ
أي إنهم لا يتصرفون وفق رغباتهم الشخصية ، انما يدعون القرار الحاسم بيد القيادة.
إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ أُولئِكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ فَإِذَا اسْتَأْذَنُوكَ لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ
قد تحتاج الى هذا الشخص فيجوز لك ان تأذن له.
وَاسْتَغْفِرْ لَهُمُ اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ
لأن ذهابهم وان كان بأمر الرسول الا أنه نوع من الذنب ، لذلك ينبغي للرسول