الاستغفار لهم حتى يغفر الله لهم من جهة ، وحتى يكون ذلك اشعارا للآخرين بأن لا يطلبوا أذنا مماثلا ، وبالتالي ينفض الناس شيئا فشيئا ويبقى الرسول وحيدا في الساحة.
وجاء في التاريخ : «ان هذه الآية نزلت في قوم كانوا إذا جمعهم رسول الله لأمر من الأمور ـ في بعث يبعثه ، أو حرب قد حضرت ـ يتفرقون بغير اذنه ، فنهاهم الله عز وجل عن ذلك». (١)
وجاء في نص آخر : ان الآية نزلت في حنظلة بن أبي عياش وذلك انه تزوج في الليلة التي كان في صبيحتها حرب أحد ، فاستأذن رسول الله ، ان يقيم عند أهله ، فانزل الله عز وجل هذه الآية «فَأْذَنْ لِمَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ» فأقام عند أهله ، ثم أصبح وهو جنب ، فحضر القتال واستشهد ، فقال رسول الله ، رأيت الملائكة تغسل حنظلة بماء المزن في صحائف فضة بين السماء والأرض فكان يسمّى غسيل الملائكة. (٢)
[٦٣] ان احترام القيادة في قراراتها يجب ان ينعكس على احترامها في الظاهر أيضا ، فلو نطقت باسم الرسول ، أو باسم قيادتك كما تنطق باسم الآخرين دون ايّ احترام ، أو إذا جلست الى الرسول ترفع صوتك أمامه ، كما ترفعه أمام الآخرين أو تناديه من وراء الحجرات كما تنادي الآخرين ، فانك لن تكون مستعدا بعد ذلك لتلقّي أوامره ومن ثم تنفيذها ، إذا لا بد من اعداد نفسي كامل سلفا ، لتلقّي أوامر الرسول أو القيادة الرسالية التي تمثله على الواقع ، كأن يتوضّأ الفرد قبل الذهاب الى مجلس الرسول ، أو يغتسل ان كان عليه غسل ، ثم يجلس في محضره مجلس المستفيد ، ليقتبس من علمه بتركيز تفكيره في كلامه ، وتفريغ نفسه لتطبيق تعاليمه .. وهكذا
__________________
(١) المصدر / ص ٦٢٨ نقلا عن تفسير علي بن إبراهيم.
(٢) المصدر.