حتى ينتهي الأمر به الى تنفيذ أوامر القيادة بشكل دقيق جدا.
فحينما تحترم القيادة تطبق أوامرها وتوجيهاتها ، وعلى العكس فانك تأخذ أوامرها وتوجيهاتها مأخذ الهزل لو لم تكن تحترمها.
لا تَجْعَلُوا دُعاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضاً
ولهذا المقطع من الآية وجهان : أحدهما ظاهر والآخر باطن.
أما الظاهر فهو : ان لا يسمّي الإنسان رسول الله باسمه الخاص ، بل بكنيته ، وحينما جاءت هذه الآية حرم على المسلمين ان ينادوا رسول الله باسمه ، فأخذوا ينادونه يا رسول الله أي باسمه القيادي.
واما الوجه الباطن فهو : ضرورة تهيّؤ المسلم نفسيا لتقبل قيادة الرسول (ص) وكل من جلس مجلسه وحكم باسمه ، ولا يقول هذا إنسان وانا إنسان ، بلى انه بشر ، ولكنه يمتلك صفة اعتبارية أنت لا تملكها ، هي جلوسه مجلس الرسول ، لذلك قال كثير من فقهائنا : (إذا حكم ولي الأمر المجتهد الجامع للشرائط بحكم ما ، وجب على الناس ـ سواء منهم المقلّدون لهذا المجتهد أو غيرهم ـ اتباع حكمه ، بل وحتى على المجتهدين ان يتبعوه في حكمه) ، لأنه حينما يحكم فإنه يحكم باسم منصبه ، واهانة حكمه اهانة لمركزه ، والاهانة لمركزه اهانة للدين ، وبالتالي لله سبحانه وتعالى ، وكما يقول الحديث في حق الائمة :
«الراد عليهم كالراد علينا والراد علينا كالراد على الله»
قَدْ يَعْلَمُ اللهُ الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ مِنْكُمْ لِواذاً
اي يتسللون خلسة دون ان يشعر بهم الرسول أو يرأهم وهم يخرجون من مجلسه.