فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ
ان المقصود من «الَّذِينَ يُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ» ليس فقط مخالفة الأوامر الظاهرة ، بل أيضا مخالفة روح القيادة.
أنهم استطاعوا ان يتسللوا لواذا وان يهربوا خلسة ، ولكن هل أصبحوا في مأمن كما يزعمون؟!
كلا .. بل إنهم يعرضون أنفسهم للفتنة ، وللعذاب الأليم ، فاذا استدعاهم الرسول في يوم ما ، وأصدر إليهم أوامرا مباشرة بحمل السلاح ، والتوجه الى الغزو مثلا ، فإنهم في هذه الحالة أمام موقفين ، فإما الانصياع الى الأوامر ، وهذا خلاف ما يريدون ، وأما الرفض فيخرجون ـ بذلك ـ ظاهرا وباطنا عن الإسلام ، ويضعون أنفسهم تحت طائلة العقاب الشرعي في الدنيا وفي الآخرة.
وعلى فرض أنهم اختاروا الأمر الاول ، فإنهم سيجدون صعوبة بالغة في تنفيذ الأوامر ، لان الذي لم يربّ نفسه على تنفيذ الأوامر الصغيرة لا يستطيع ذلك في القضايا الكبيرة ، والذي يهرب اليوم من الحر والبرد ، وسهر الليل ومشاكل التدريب وما أشبه ، كيف لا يهرب غدا من الحرب والقتال؟!
اذن فعلى الإنسان ان يربّي نفسه على الطاعة والانضباط وتحمل الصعاب حتى يكون على أتم الاستعداد نفسيا وبدنيا لتطبيق الأوامر الهامة.
أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ
جاء في حديث مأثور عن الامام الصادق عليه السّلام :
«يسلط عليهم سلطانا جائرا ، أو عذابا أليما في الآخرة» (١)
__________________
(١) المصدر / ص ٦٢٩.