آخَرُونَ فَقَدْ جاؤُ ظُلْماً وَزُوراً
من الناحية اللغوية الافك هو : الكذب ، والافتراء هو : اصطناع الكذب من غير أساس.
وكما هي العادة يسم الكفار الرسول بهذه الخصال الرديئة ، ولا يكتفون بذلك بل يدّعون اعانة مجموعة من موالي مكة للرسول على هذه الأمور ، ولا يستمهلهم القرآن دون ردّ ، بل يجيبهم : انكم جئتم ظلما وزورا ، ولعلّ الآية تشير الى ان الانحراف هو وليد الظلم العملي والزور الفكري.
[٥] وَقالُوا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَها فَهِيَ تُمْلى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً
اتهموا الرسول بأنه يتلقى القرآن من جماعة تأتيه أول النهار وآخره ، ثم يطلع عليهم ليسميها وحيا نازلا من عند الله ، ولا لشيء الا لتبرير الكفر والجحود بآيات الله ، إذ ان اعترافهم بالقرآن والرسول ـ انهما من عند الله ـ يكلفهم الكثير.
[٦] قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كانَ غَفُوراً رَحِيماً
لان الله عالم السرّ في السماوات والأرض ولأنه غفور رحيم ، يريد الغفران لذنوبنا ، والرحمة لنا. لهذا وذاك كشف لنا سر الحياة دون ان يجهدنا في البحث عنه ، وكان ذلك عبر رسوله محمد (ص) والصالحين من أوليائه الذين جعلهم نورا وسراجا منيرا ، كي ينقذوا الناس من الضلالة والضياع.
فكيف يكون من أساطير الأولين التي لا تكشف سرا ولا تهب نورا؟!