انهم أعجز ، ولكن الثقافة الجاهلية هي التي تهول الأصنام وتعظيمها ، وهي التي ترمز للقوى الاجتماعية الحاكمة حتى اننا نقرأ في التاريخ : ان بعض القبائل العربية كانت تدخل الإسلام ولكنها ترفض تحطيم أصنامها بأيديهم خشية نزول العذاب عليهم ان هم كسروا تلك الأحجار التي صنعتها أيديهم ، وفي التاريخ ان الرسول (صلى الله عليه وآله) قبل من ثقيف شرطهم عليه الا يتولوا هم تكسير أصنامهم ، فأمر بعض أصحابه بذلك ، وكانوا يزعمون ان الجدب والبلاء سيحلان بهم لو أهانوا تلك الأحجار الصماء بسبب كثافة الاعلام السلطوي الذي مارسه بحقهم المترفون الذين كانوا يحكمون البسطاء باسم تلك الأصنام.
واليوم نرى بعض الشعوب تقدس أصناما بشرية ، ويظنّون انهم مصدر الاستقرار والرخاء ، فمنهم من يقول : «الله يعز الملك» أو «الله يعز الشيوخ» أو «الله ، المليك ، الوطن» بدلا من التوجه الى الله ، والدعاء للمؤمنين ، ثم من هو الملك ومن هو الرئيس ومن هو الأمير حتى نعتقد انه أساس كل خير وبركة؟!
بلى. ان سلبية الناس هو انسحابهم من الساحة السياسية ، وهي التي صنعت الأجواء المناسبة لنمو الانظمة الفاسدة ، وانتفاخ الطاغوت.
وَلا يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً
ولعلّ المقصود من الآلهة التي ذكرها القرآن في قوله : «وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً» الرموز الاجتماعية المعبودة من دون الله لا الأصنام الحجرية ، إذ ليس للصنم موت ولا حياة ، بل هما من طبيعة الإنسان.
والنشور هو البعث بعد الموت ، وكيف يعبد من لا يملك لنفسه ذلك؟
[٤] وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذا إِلَّا إِفْكٌ افْتَراهُ وَأَعانَهُ عَلَيْهِ قَوْمٌ