له من ذلك وقد وهب حياته كلها وما يملك من أجل الناس؟!
وكذلك لا يولي اهتماما لمن اتهموا الرسول بأنه يقتبس هذا القرآن ليلا ، من مجموعة عبيد كانوا في مكة بينهم عبد بن طحيّ «مولى طحيّ» ، ورحب «مولى عبد شمس» وأناس آخرين لم يكونوا يميزون الهر من البر ، لقصور افكارهم عن إنتاج فكري أقل من انتاج إنسان عادي ، فكيف بالقرآن العظيم الذي هو ضمير الحياة ، لان من خلق الحياة هو الذي بعث رسوله محمدا (ص) به؟!
إن القرآن حق لا ريب فيه ، وكلما توغل الإنسان في الحياة أكثر ، وتدبر في آيات الذكر أكثر كلما اكتشف العلاقة الوثيقة بين السر الذي يكتشفه عند ما يتوغل في الحياة ، والآخر الذي يعثر عليه عند ما يتدبر في القرآن ، وكلما نمى عقل الإنسان وزاد علمه ، وتكاملت شخصيته كلما كان أقرب الى فهم القرآن ومعرفة آياته الكريمة.
ويبقى الإنسان هو المسؤول عن تسلط الآلهة ، وتلبّسها بالقداسة المزيّفة ، وهي ليست أكثر من حجر يتحطم بضربة.
وصدق أبو ذر الغفاري (رضوان الله عليه) حيث قال عند ما رأى الثعلب ـ الثعلبان ـ يبول على رأس صنم قبيلته :
أرب يبول الثعلبان برأسه |
|
لقد هان من بالت عليه الثعالب |
وَلا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ ضَرًّا وَلا نَفْعاً
إذا كانوا لا يملكون دفع الضر عن أنفسهم ، فكيف يستطيعون الحاق الضر بغيرهم؟!