ثم ينسف العقبة الأخرى ، حيث قالوا : لولا أنزل علينا الملائكة ، أو نرى ربنا ، فيقول : انه عتوّ كبير. فكيف يطالبون برؤية الملائكة؟! فلا بشرى يومئذ للمجرمين إذ ينزل بهم عاقبهم العاجل في ذلك اليوم ، وتراهم يقولون حجرا محجورا ـ اشارة الى ذلهم واستسلامهم ـ ويجعل الله أعمالهم هباء منثورا ، بينما أصحاب الجنة خير مستقرا في ذلك اليوم ، الذي تشقق السماء بالغمام ، وتنزل الملائكة ، ويتجلى ملكوت الله لكل شخص ، وهو يوم عسير على الكافرين.
بينات من الآيات :
متعتهم حتّى نسوا الذكر :
[١٧] أهم عقبة تعترض الايمان بالوحي هي اتخاذ الأولياء من دون الله. ذلك أن الانتماء الى الجبت أو الطاغوت يجعل الإنسان يتّكئ على الشيء دون القيم ، ويعتمد على الباطل وليس الحق ، وبالتالي يضلّ السبيل.
ولأن يوم القيامة هو اليوم الذي تجلو فيه الحقائق ، وتتوضح السرايا ، فان الحقيقة التي يبينها القرآن هنا تكون اجلى حينذاك. إذ يتنصل كلّ من العابد والمعبود كل من صاحبه ، وذلك عند ما يكتشفون أنّ هؤلاء الأولياء لا يملكون صرفا ولا نصرا ، وفي ذلك اليوم لا تنفعهم معرفتهم. وانما يكشف الذكر هذه الحقيقة لينسف أساس تبريرهم الكفر بأن الرسول لا يملك كنزا أو جنة ، وأنه ليس رجلا من القريتين عظيم.
ذلك ان أساس هذه التبرير هو الاتكال على القيم المادية ، غافلين عن أنها تتلاشى ولا تغني عنهم شيئا يوم يكونون بأشد الحاجة إليها في الآخرة ، بل حتى في الدنيا إذا كشف عنها غطاء الغرور بدت خاوية زاهقة.
وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَما يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ