عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ
وهذا السؤال موجّه الى كل من يساهم في إضلال الناس ، كالصحفي المأجور ، والسلطان الظالم ، وعلماء البلاط. ويبدو أنّ الانتماء الى القيادة الجاهية كان من عوامل الكفر بالرسول ، الذي هو القائد الحق المطروح على الساحة بديلا عن القيادات الضالّة ، ولذلك نبّه الذكر الى ضرورة التخلص منها ، ومن الولاءات الجاهلية تمهيدا للايمان بالوحي.
[١٨] قالُوا سُبْحانَكَ
أنت المسبّح والمقدس عن أيّ شريك.
ما كانَ يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِياءَ
فنحن بدورنا عبيد لك أيضا ، فكيف نكون آلهة.
ثم بين الذكر الحكيم العامل الحقيقي للشرك والانتماءات الجاهلية ، فقال :
وَلكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآباءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ
أنت الذي فتنتهم بالنعم حتّى نسوا الذكر.
وَكانُوا قَوْماً بُوراً
أي هالكين ، والاراضي البوار هي التي لا تصلح لشيء من الزراعة.
[١٩] إن الطغاة المؤلهين من دون الله ، يدركون أنهم ليسوا آلهة.
فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِما تَقُولُونَ فَما تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً