من طغاة الجاهلية ، ومجرمي المجتمع.
ثم يواصل القرآن ردّ شبهات الجاحدين للرسالة حيث قالوا : لَوْ لا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً ، ويرده : بأنّ التنزيل المتدرج اثبت لفؤاد الرسول ، وأوضح في البيان ، وأبلغ في معارضة ثقافة الجاهلية بالحق المبين.
بينات من الآيات :
[٢٧] الناس في الدنيا محكومون بالضغوط الاجتماعية التي تدعو الكثير منهم الى ترك الرسالة الالهية.
إن الشيطان يدعو الإنسان الى الانحراف ، ويعده بالنصر ، ثم يكون أول المتبرئين منه ، حينما يواجه مصيره وعاقبة امره ، ولكن من هو الشيطان؟
إن للشيطان صورتين ، فتارة يتجسّد في القوى الخفية التي تضلّنا عن الحق ، وأخرى في القوى الظاهرة وبصورة مختلفة ، فقد يكون صديقا يدغدغ فينا الآمال والشهوات ، وقد يكون المجتمع الذي يضغط باتجاه التقاليد والعادات المنحرفة ، وربما يكون السلطان الحاكم ، أو الاعلام المضلل ، و .. و ... إلخ ، وهؤلاء جميعا يتبرءون من البشر يوم القيامة.
وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً
حينما يرى الظالم أن الجنّة والنار بيد الله ـ سبحانه ـ وأن الطاعة أو العصيان للرسول هما المقياس عنده لدخول أحدهما ، فانه يندم على ما فرّط في جنب الله ورسالته ، ويتمنّى لو كان متّبعا للرسول ، وسبيله الحق.